لا يقتصر الإرهاق على كونه شعورًا بالتعب أو الضغط  بسبب متطلّبات العمل. بل إنه إجهادٌ متواصل، يمكن تصنيفه إلى ثلاثة أبعاد رئيسية: الإجهاد الشديد، والشعور بالسخرية وعدم الإنجاز، والانفصال عن الواقع للشعور بعدم الفعالية[1]. بمعنى آخر، يؤثر الإرهاق تأثيرًا سلبيًّا على عملك وحياتك، فتبدأ بالشعور بالعبثية، وانخفاض طاقتك نتيجة للعمل.

[1]  ماسلاش، سي، و ليتير، ب. (2016). فهم تجربة الإرهاق: الأبحاث الحديثة، وتأثيرها على الطب النفسي. الطب النفسي العالمي، 103-111.  

الإرهاق النفسي: "ظاهرة مِهَنيّة"

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإرهاق النفسي هو متلازمة ناتجة عن ضغوط مزمنة في مكان العمل، لم تُعالج أو يتمكن صاحبها من إدارتها إدارة صحيحة[1]. فلا يُصنَّف على أنَّه حالة طبّية، إلا أنَّ ذلك لا يعني عدم أهميته، أو الاستهانة به؛ لأنه عاملٌ مهمّ، يمكن أن يؤثّر على حالتك الصحية؛ عاطفيًّا، وعقليًّا، وجسديًّا.

   ربما يحصل الخلط بين الإجهاد والإرهاق، إلّا أن ثمّة اختلافات واضحة، فالإجهاد عادةً قصير المدى، ويمكن التغلُّب عليه في غضون أيام قليلة. على سبيل المثال، قد يجعلك العمل في مشروعٍ بموعد نهائي ضيق، تشعر بالتوتر، ومع ذلك، يقلُّ التوتر أو يختفي فور تسليمك لمهامّك، أمّا الإرهاق فإنَّ زمنه يطول نسبيًا. فعندما تشعر بالاحتراق الوظيفي، يستولي عليك الإحساس بالفراغ، وعدم الإنتاجية، ونقص الدافع،  والانفصال عن الواقع وفي عملك [2]، مما ينتج عنه نظرة سلبية في الحياة.

كيفية التعافي من الإرهاق

إذا كنت تعاني من الإرهاق، فإنَّ أول ما ينبغي عليك فعله هو الاعتراف بمشاعرك، وقضاء بعض الوقت لفهم ما عليك القيام به لإعادة نفسك إلى طبيعتك - بشغف وتحفيز. للتعافي من الإرهاق، وتأكد من حفاظك على وتيرة صحية بأخذك استراحة لتصفية ذهنك. حافظ على نمط حياة صحي بممارستك الرياضة، والتأمل، والعناية الجيدة بنفسك. نظرًا لأن الإرهاق هو نتيجة للتوتر المطول، فيلزم عليك أن تتعلم كيفية إدارة إجهادك بممارسة التنفس العميق، وتحديد إستراتيجيات الاسترخاء، التي يمكن أن تساعدك على الهدوء. والأهم من ذلك، خذ بعض الوقت بعيدًا لتقليل التوتر، ومنع الإرهاق.

إذا كنت تعاني من الإرهاق، وتواجه صعوبة في إيجاد طريقٍ للخروج منه، أو تشكّ من أنك قد تعاني أيضًا من حالة صحية عقلية، فابحث عن علاج متخصّص.

[1] منظمة الصحة العالمية. (2019). الإرهاق "ظاهرة مهنية": التصنيف الدولي للأمراض. مأخوذ من أخبار منظمة الصحة العالمية: https://www.who.int/news/item/28-05-2019-burn-out-an-occupational-phenomenon-international-classification-of-diseases [2] WebMD. (2020). Metal Health. تم استرجاعه من ما يجب معرفته عن الإرهاق في العمل: https://www.webmd.com/mental-health/what-to-know-about-work-burnout